کد مطلب:336342 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:242

الافتتاحیة: کیف یتوحد المسلمون
الحمدلله غیر مقنوط من رحمته، و لا مخلو من نعمته، و لا مأیوس من مغفرته، و لا مستنكف عن عبادته، الذی لا تبرح منه رحمة، و لا تفقد له نعمة.

و الصلاة و السلام علی شمس الأنوار الساطعة عنك دلالة علیك، و أفق الأسرار الواصل بك الیك، سرك الساری فی هیاكل الموجودات، و رسولك المؤید منك بالآیات سیدنا و مولانا محمد.

اللهم صل و سلم و بارك علیه و آله و أفض علینا یا الله غیث فضله المدرار، و هاطل جوده من النعم الظاهرة و الأسرار، حتی نتمتع ظاهرا و باطنا بعطایاه الالهیة، و أیادیه الربانیة، و مشایخنا و أهلنا و اخواننا و جمیع المسلمین.

و بعد:

ان المسلمین الیوم فی ضعف لأنهم فی تفرق، و هم فی تفرق لأنهم متقاطعون یجهل بعضهم ما عند بعض،



[ صفحه 5]



و یسی ء بعضهم الظن بالآخر، و كما هو معلوم أن من جهل شیئا عاداه، و لو أنهم تقاربوا لتفاهموا، و قد یزول بتقاربهم كثیر من أسباب خلافهم، و یعذر بعضهم بعضا فیما اختلفوا فیه كما كان سلفهم الصالح من أئمة الدین و الفقه یفعلون. و أن ینسوا أو یضعوا جانبا الخلافات و الصراعات التاریخیة التی لیس لهم الیوم أی دخل فیها، و أن یتذكروا أنهم مسلمون، و أن المسلم للمسلم كالبنیان یشد بعضه بعضا، و أن الله سبحانه و تعالی أمرهم فی كتابه العزیز أن یعتصموا بحبله جمیعا، و أن یتعاونوا جمیعا علی البر و التقوی، و ألا یكونوا كالذین تفرقوا من بعد ما جاءتهم البینات. بغض النظر عن انتماءاتهم المذهبیة و السیاسیة و العرقیة.

و من البدیهی أن جمع كلمة المسلمین و رأب صدعهم أصبح الآن من أوجب واجبات علمائهم و أهل الذكر فیهم؛ حتی لا یتمكن الوهابیة و مرتزقتهم دعاة الفرقة من اتخاذ الخلافات المذهبیة وسیلة لاضعافهم فی هذه الأوقات العصیبة، فكما لم یفرق التتار بین الشافعیة و الحنفیة بالأمس نأمل ألا یفرق أعداء الاسلام الیوم بین طوائف



[ صفحه 6]



المسلمین.

ان طبیعة الانسان أنه یعتقد أن الحقیقة تكمن فی كل ما هو مألوف له، و أن یرتاب فی كل شی ء لم یعتد علیه أو لسماعه. و ما أسهل تسفیه عقیدة الآخرین سواء عن جهل أو تعصب أو سوء نیة.

لذلك فقد رأینا أن من المناسب بیان أن ما بین السنة و الشیعة من خلافات لا تتجاوز الخلافات الموجودة بین المذاهب السنیة بعضها بعضا، و أن الخلاف الأساس بینهما تاریخی سیاسی، بل ان الاختلافات بین السنة و الشیعة أقل من الاختلافات التی بین المذاهب السنیة نفسها فی كثیر من المسائل، و كلها اختلافات فقهیة لا تمس جوهر الدین، و هو ما یمیز المذاهب بعضها عن بعض، أو مبنیة علی مفاهیم خاطئة و حمل الألفاظ علی غیر معانیها الاصطلاحیة، و القاء الضوء علی المسائل التی یدور الجدل بشأنها و ازالة سوء الفهم.

و ان كان من الطبیعی أننا سنطرح وجهة النظر الشیعیة و وجهة نظر السنة فی المسائل المعروضة و أدلتهم فیها، الا أننا لا نقصد بهذا نقدا أو ردا علی أحد، و لا



[ صفحه 7]



یعنی كذلك أننا نبطل ما ذهبت الیه المذاهب، أو ندعی أی احتكار للحقیقة، ففی كل مسألة معروضة كتبت آلاف الكتب و الرسائل علی مدی القرون من كل فریق، و كل یحاول اثبات أن ما علیه هو الحق و الصواب و ما لدی الآخر هو الخطأ و الباطل. حتی باتت تلك المحاولات عقیمة، توسع الشقاق و تلحق الضرر بدلا من الخیر، و عدوة التقریب دالة علی ذلك فهی لا تسعی لدمج المذاهب أو جعل الشیعی سنیا أو السنی شیعیا.. و هكذا.

فقط الهدف هو أن یعرف كل فریق ما لدی الآخر، و یعذر بعضنا البعض فیما اختلفنا فیه.

لذلك فقد رأت لجنة البحوث و الدراسات بالطریقة العزمیة أن تحدد هذه المسائل، ثم تقوم بعرض وجهة النظر الشیعیة بحیاد تام، مدعمة بمقارنات مع وجهة نظر أهل السنة، بقصد تقریب الخلاف بین الفریقین العظیمین لتوحید الكلمة أمام الأجنبی المستعبد، و لتفویت الفرصة علی عملائه الوهابیین و مرتزقتهم الذین یسمون أنفسهم ب (المفكرین الاسلامیین)، و هم دعاة علی أبواب جهنم للتفرقة و الفتنة بالتكفیر.



[ صفحه 8]



و قد بدأت هذه السلسلة من (شبهات حول الشیعة) فی الجزء الأول بنقطة جوهریة فی التمییز بین الشیعة الامامیة و غیرهم، و هی الخلاف حول الخلافة من حیث انها نص أو شوری.. و الشبهة الثانیة: هی شبهة مصحف الامام علی علیه السلام.

و فی الجزء (الثانی) قمنا بعرض شبهة ثالثة: و هی شبهة تأسیس عبدالله بن سبأ الأسطورة أو الخرافة لمذهب الشیعة.. و الشبهة الرابعة: هی شبهة الغسل أم المسح علی الأرجل.

و فی الجزء (الثالث) قمنا بعرض الشبهة الخامسة: و هی التقیة فی الشریعة الاسلامیة.. و الشبهة السادسة: هی الجمع بین الصلاتین.. و الشبهة السابعة: هی نظریة عدالة الصحابة رضی الله عنهم. و الشبهة الثامنة: هی البكاء علی موتی المؤمنین.

و فی الجزء (الرابع) قمنا بعرض الشبهة التاسعة: و هی الغدیر.. و الشبهة العاشرة: و هی العصمة.. و الشبهة الحادیة عشرة: و هی السجود علی التربة الحسینیة.

و فی هذا الجزء (الخامس) سنقوم بعرض الشبهة



[ صفحه 9]



الثانیة عشرة: و هی قضایا الأذان.. و الشبهة الثالثة عشرة: و هی الزواج المؤقت.. و الشبهة الرابعة عشرة: و هی زیارة القبور.

و الواقع أن عنوان الكتاب (شبهات حول الشیعة) قد یوحی بأن الهدف من هذا الكتاب هو محاولة تغلیب مذهب علی آخر.. و هذا غیر مقصود و لا مطلوب لأنه لابد من احترام استقلالیة المذاهب و طبیعتها و مواقفها.. لكن المطلوب أن لا تكون عملیة الاتباع للمذاهب قائمة علی التعصب تجاه المذاهب الأخری.. أو الجهل بها، أو التهجم علیها.. انما یظل الأمر فی اطار تعدد الآراء و وجهات النظر دون الاساءة لعلاقة الأخوة و الوحدة بین المسلمین.

هذه صرخة لبعث أمة، من نومة الغفلة و رقدة الجهالة، لتوحید صفوفها، حتی تستعید مجد سلفها الصالح.. فنسأل الله تعالی أن یجمع أمرنا، و یهدی ضالنا، و یوفقنا لما یحب و یرضی.

لجنة البحوث و الدراسات بالطریقة العزمیة



[ صفحه 10]